Dec 24, 2006

رغم أنى من أوائل المتطفلين على شبكة الإنترنت منذ حوالى خمسة عشر عاماً، إلا أن تلك الكلمات هى الأولى لى فى عالم البلوجرز. و الحقيقة أنى وقتها كنت متطفلاً فعلاً، حيث لم تكن خدمات الإنترنت قد انطلقت بشكل تجارى فى بلدنا بعد، فكنت استخدم حساب صديق لى من أعضاء هيئة تدريس الجامعة، حيث كانت الخدمة متاحة لهم بالإضافة لعدد محدود من الهيئات الأخرى. انها قصة طويلة، من بعض فصولها الاشتراك فى الشبكة القومية لنقل المعلومات (حيث كان نقل 64 ك.بايت فقط بسرعة أقصاها 2.4ك يتكلف 35جم!) لإتاحة الاتصال بخدمة كانت متاحة وقتها تسمى "كومبيوسيرف" منافسة "أمريكا أون لاين" فى ذلك الوقت. كانت فعلاً معاناة، يكفى أن تتخيلوا أن برنامج الاتصال ب"كومبيوسيرف" المكون من ثلاثة ديسكات 1.44 ميجابايت كان يجب أن يعرض على "الجهاز المركزى للتعبئة و الإحصاء" فى صحبة مندوب من مكتب البريد الرئيسى و يبقى تحت الفحص عدة أيام قبل استلامه! قصة مملة؟ ربما. لكنى ودت بسردها الإشارة إلى أن الرغبة فى الانفتاح على الآخر و التواصل معه قد تكون من الشدة بحيث تدفع صاحبها لبذل كثير من الجهد و المال و الوقت لتحقيقها. و الحقيقة أن تلك الرغبة كانت دوماً لدى، و راودتنى دائماً أحلام اليقظة أن أؤثر فى آخرين إيجابياً بأفكار و آراء جديدة و غريبة و أحياناً صادمة، فأدفع بمحيطى الضيق (معارفى) و محيطى الواسع (المجتمع ككل) للعقلانية و التوازن النفسى و السلوكى. يا له من غرور قاتل!! فأنا أفترض هنا قدرتى الفائقة على التعبير و التأثير، بالإضافة لافتراضى صحة و صلاحية و قيمة تلك الأفكار!!!ؤلكم عذركم إن ظننتم ذلك غروراً، و لكنى أؤكد لكم أنه ليس إلا إحباطٌ ممزوجٌ ببعض الأمل. ت